صدمة ردود فعل غاضبة تجتاح المملكة بعد أن ختم المنتخب الوطني خسائره الكبرى بالخروج من المونديال
الشمراني يتخطى مدافعا بحرينياً في هجمة سعودية خلال مباراة أول من أمس
الرياض: أحمد الأسمري
حالة غليان وغضب ممزوجة بحزن وألم عمت الرياضيين السعوديين لخروج منتخبهم الأول لكرة القدم بعد إخفاقه في الوصول لنهائيات كأس العالم 2010 مسجلاً أول غياب له عن المحفل الكروي الأهم منذ مونديال أمريكا 1994, وستلمس ملامح كل ذلك من أطروحات ورؤى المنتسبين للوسط الرياضي في المملكة الذين يشكلون نسبة عالية في التركيبة السكانية السعودية, سواءً في مجالسهم أو مواقعهم العنكبوتية على شبكة الإنترنت.
اللحظات المجنونة في مباراة السعودية والبحرين مساء أول من أمس لم تشد عشاق الكرة المجنونة والحريصين على متابعة أحداثها فحسب, بل إن دموع كثير ممن لا يهتمون بالكرة انهمرت فرحاً وهم يرون رأسية حمد المنتشري تسكن شباك البحرين, قبل ثوان قليلة فصلتهم عن بكاء من نوع آخر بعد هدف بحريني قاتل أدخل المتابعين السعوديين في وجوم وصمت لم ينته إلا بعد دقائق من استيعاب الصدمة.
كل هذا بالتأكيد كان له وقعه على مشجعي الإنترنت الكثر من مختلف الميول والانتماءات, فلم يسلم أحد دونما استثناء من سيل الانتقادات الجارف الذي لم يهدأ منذ صافرة نهاية المباراة, وإن كان تشجيع الأندية ما زال يضرب بضراوة على الانتماء للمنتخب قبل كل شيء ومن فئة لا يمكن الاستهتار بها أو اعتبارها شاذة عن الإطار العام, فتجد أحدهم يؤكد أن غياب لاعبه المعتزل هو السبب الحقيقي في فشل التأهل, وذاك يتحسر على غياب مهاجمه المصاب الذي سيحل كل الصعاب, والآخر يتهم المنتخب بعدم ضم لاعبه المفضل إلا في أوقات حرجة, وكثير من هذه الأقاويل التي لا تليق مكاناً وزماناً ومقاماً.
واهتم الرياضيون فعلاً بتناقل تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بعد المباراة واعتذاره الشجاع, وكذلك ظهور نائبه الأمير نواف بن فيصل في وقت متأخر من مساء أول من أمس في اتصال هاتفي مع القناة الرياضية السعودية ليتحدث بلغة هادئة تسعى لطمأنة الشارع الرياضي على كرتهم، وأن هناك خطوات فعلية كثيرة للإصلاح والتطوير, مع الإعلان عن برنامج للمنتخب حتى 2012, ودراسة بقاء الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو الذي أشار إلى أن الاستعجال فيه لن يجدي نفعاً خصوصاً وأنه لم يسجل أي خسارة مع الأخضر في أي مباراة رسمية منذ قدومه لتدريبه.
كووورة: كرمنا تعدى الحدود!
في منتدى "كووورة سعودية" التي انتعشت كثيراً عقب المباراة, قال العضو S a F I "من الصعب أننا نتخيل كأس العالم بلا علم سعودي.. من الصعب أن نتخيل ونحن تربينا على أن السعودي بطل لا يقهر.. الآن صعب نتخيل أننا منتخب عادي.. إذا كنت سعودياً فهذا يعني أن أعصابك محروقة دوماً، واللوم على كل شيء وكل الأشخاص.. فقد أصبح شعارنا حرقة الدم والأعصاب, في ظل تقديم الكرم السعودي للغير!".
يفسر هذا الكرم بسخرية قائلاً "ننظر للعراق الذي يعاني من جراح الاحتلال لنهديهم كأس آسيا 2007 ونفرح الشعب الشقيق مع ارتفاع ضغط 22 مليون سعودي.. ويتواصل الكرم أننا نحزن لحال المنتخب العماني لأنه صعد لنهائي كأس الخليج مرتين متتاليتين ولم يظفر بها ولا ضرر في إهدائه الكأس لأول مرة على حسابنا فقد شبعنا منها.. والآن إخواننا وأحبابنا البحرينيون حاولوا كثيراً الوصول للمونديال ولم يرحمهم أحد إلا نحن لكي يصعدوا اقتراباً من تحقيق الحلم فنحن أهل الكرم والجود", منتقداً بشدة عقلية اللاعبين والمدرب بيسيرو التي تعيش على ذكرى سنين خالية بالاتكال على تسجيل الهدف مستشهداً بالألمان الذين أمطروا في نفس اليوم شباك أذربيجان دون هوادة أو استهانة بـ4 أهداف.
الزعيم: ما هو العذر؟
وفي الموقع الرسمي لنادي الهلال "شبكة الزعيم" قال العضو "أبودحه الهلالي" السطور التالية "أشبعنا التحكيم الآسيوي نقداً وحملناه المسؤولية في نتائج المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010, وتنصّلنا من أي مسؤولية عن تكرار الإخفاق, ولكن ورقة التوت سقطت واستمّر الإخفاق.. الآن ما هو عذر الاتحاد السعودي؟.. إذا أراد مسؤولو الرئاسة العامة والاتحاد السعودي الصراحة فليسترجعوا كيفية التعاقد مع مدربي المنتخب فإما أن يؤخذ مدرب ناجح مع ناديه, أو التعاقد مع مدرب لم يجد له عقداً.. وكذلك الخطأ في طرح الثقة الكاملة في المدرب الوطني ناصر الجوهر وتحميله أكبر من قدراته.. وليراجعوا لجان الاتحاد السعودي بما تحمله من أسماء مكررة دون تجديد دماء.. الخلاصة أن أي لاعب لا يتحمل كل المسؤولية عن الإخفاق والهزائم المتكررة مهما كان مستواه فهو لم يفرض نفسه على التشكيلة, والجماهير السعودية قامت بدورها على أكمل وجه, وتوزيع أسباب الإخفاق يأتي على الجهاز الإداري للمنتخب وأيضاً الإعلام الذي لا يتعامل بالصورة اللائقة والمنطقية مع المنتخب".
الشباب: سقوط بيسيرو واللاعبين
وفي المنتديات الرسمية لنادي الشباب "شبكة الشباب" كتب العضو خالد جابر محرزي "بسهولة أضاع لاعبو الأخضر الحلم وتحول الفرح إلى حزن وتبدد الأمل وأصبح سراباً.. مباراة كانت في أيدي لاعبينا انقلبت عليهم في أقل من دقيقة بسبب الحماس الزائد والفرحة قبل إطلاق الصافرة.. وهنا نسأل: أين دور لاعبي الخبرة؟ أيعقل أن يكون هذا هو تفكير حسين عبدالغني ذلك اللاعب المخضرم وزميله محمد نور؟ لماذا لم يحتفظوا بالكرة أكثر وقت ممكن ؟! حسين عبدالغني كان عليه أن يكون متواجداً في الزاوية اليسرى لتغطية الكرة وكان ينبغي أن تكون التغطية رجلاً لرجل وليست تغطية منطقة دون أدنى تنظيم.. يا ترى من هو المتسبب الحقيقي في خسارة المنتخب السعودي: بيسيرو أم اللاعبون؟ فمن وجهة نظري أن سبب الخسارة كان مشتركاً".
واختتم حديثه بتساؤل عما كان سيقدمه المنتخب في حال تأهله للمونديال مؤكداً بأن تكبد الخسائر والظهور بمنظر محرج أمام العالم هو ما سيستمر وهو ما عهدته الكرة السعودية منذ 1998, مستطرداً "ليس عيباً أن يخسر منتخبنا ولكن العيب أن يستمر تكرار الخطأ, وعلينا أن نعد منتخبا قوياً يستطيع مقارعة الكبار".
اللاعبون في 3 مواقع
ركز أعضاء شبكة العالمي التابعة لنادي النصر على ضياع الفرص السهلة لمهاجمي المنتخب, مع وجود أخطاء كبيرة في إشراك لاعبين غير مناسبين على حساب آخرين وهو ما وصف بـ"المجاملة" في عدة أحيان.
أما في المنتدى الرسمي لنادي الاتحاد "شبكة الاتحاد", وشبكة الراقي الأهلاوية, فتحدث الأعضاء عن مستوى اللاعبين المخيب للآمال وأنهم مثلوا الجيل الأسوأ في الكرة السعودية بعد أن تشبعوا بالأموال وتخلوا عن الإخلاص والولاء الحقيقيين للقميص عكس الأجيال السابقة.
ولعل الرابط المشترك بين الموقعين هو الحديث عن اللاعب حسين عبدالغني وتحميل أعداد من الأهلاويين له مسؤولية عدم تغطيته الجيدة لمركزه في الهدف البحريني الأول وعلى القائم الأيسر في الهدف الثاني, وهو ما وافق عليه الاتحاديون الذين أبدوا في الوقت ذاته ندمهم على ضياع جمالية الهدف الجميل لمدافعهم حمد المنتشري.